النائبة عايدة توما-سليمان في مقابلة مع "الاتحاد":
انتُخبنا لمواجهة آفة العنف والجريمة وحل أزمات مجتمعنا وليس للخوض بأزمة مقاعد
مهم أن تقدم الأحزاب نموذجًا جيدًا يعيد الثقة بها * لن ندخل في محاسبة على الانتخابات السابقة * قدمنا اقتراحات بمحاولة لجسر الهوة تحت سقف قرار لجنة الوفاق
قد يكون أزمة مقاعد، الوصف الأدق للحالة التي آلت اليها المفاوضات بين مركبات القائمة المشتركة الأربعة، التي وكَّلت وتعهّدت بقبول اقتراح لجنة الوفاق لتشكيل القائمة المشتركة. ولكن مما لا شك فيه هو أن الباب حتى الآن لم يغلق أمام عودَة المفاوضات والاصغاء لمقترحات جديدة ربما تقود سفينة المشتركة الى بّر الأمان.
ففي مواجهة الملفات الشائكة والتحديات الكبيرة التي تقف أمام مجتمعنا العربي في البلاد هناك حاجة لوحدة الصف، اليوم أكثر من اي وقت مضى، وبالأساس لمواجهة تعاظم الفاشية وتحالفات اليمين الاستيطاني.
"لم نغلق الباب على امكانية تشكيل القائمة المشتركة"، بهذه الكلمات تفتتح النائبة عايدة توما - سليمان حديثها لصحيفة "الاتحاد"، مؤكدة أنه رغم مرورها بمرحلة صعبة مع تمترس حزبين وراء موقف معين، أو موقفين مختلفين، في لبّهما يرفضان قرار لجنة الوفاق.
لكن توما- سليمان تؤكد "لجنة الوفاق لخّصت ما قامت به حتى الآن وانتهى توكيلها. تم توكيلها لتقدم قرارًا بصدد التشكيلة والتركيبة وقد قامت بذلك، كما حاولت الوفاق تقريب وجهات النظر بعد رفض حزبَين لقرارها، وأعلنت أنها لن تقوم بجهود اضافية وستترك المساحة للأحزاب بأن تتحاور ما بينها" مؤكّدة أن لجنة الوفاق أبدت استعدادها للمساهمة.
واعتبرت النائبة توما - سليمان أن "الوقت لا يعمل لصالحنا بهذه المماطلة، يجب حسم قرار الأحزاب الشريكة، بالأخص مَن رَفَض قرار لجنة الوفاق وبأسرع وقت. خصوصًا أنه قدم لهم عدد من الاقتراحات. نطالبهم باحترام تعهداتهم وقرار لجنة الوفاق واقتراح صيغة في إطار قرار لجنة الوفاق. اذا كانوا جادّين في تصريحاتهم عن الالتزام بالمشتركة. عليهم أن يراجعوا ويحسموا قراراتهم بسرعة".
وتابعت، ردًا على الاتهامات بأن الجبهة لم تقدم أي تنازلات في إطار المفاوضات للمشتركة، أن "كل هذه الاتهامات فذلكات تتجاوز الواقع، الأحزاب وكّلت توكيلاً لا رجعة فيه، جزء من تشكيل قائمة المشتركة ليس محاصصة وحسب بل تقديم نموذج لأخلاقيات العمل السياسي لجماهيرنا. نحن نعلم أن كل الاحزاب تتعرض لهجمة ولمحاولة ضرب العمل الحزبي السياسي لذلك مهم أن تقدم الأحزاب نموذجًا جيدًا يعيد الثقة بها".
وأوضحت انه من المهم جدًا احترام توكيل لجنة الوفاق وأن تفهم الأحزاب بأن الإخلال بالوعود يفقدك شيء من ثقة الجمهور.
لن ندخل في محاسبة على الانتخابات السابقة
كما أضافت توما - سليمان أن التجمع والاسلامية اختارا التحالف في الانتخابات السابقة "وهذا ليس الوقت للدخول في عملية محاسبة حولها. نتائج الانتخابات أوضحت أن الحزبين حصلا على 4 مقاعد سوية"، قبل أن تضيف أن لجنة الوفاق قدّمت قرارها رغم أنه ليس قرارًا يُرضي الجبهة %100.
قدّمنا اقتراحات لمحاولة لجسر الهوة تحت سقف قرار لجنة الوفاق
بالرغم من التزام الجبهة بقرار الوفاق، إلا أن توما-سليمان تقول "إننا قد ظُلمنا. مرشحنا الرابع هو آخر مرشح بين المقاعد العشرة الأولى في قائمة المشتركة، من الطبيعي كان أن تحصل الجبهة على المقعد الـ11 ولكنه أعطي للإسلامية، ورغم ذلك نقول أن القرار صدر ونحترمه ونعمل به"؛ وتابعت "من الأولى أن يحترم التجمع والعربية للتغيير هذا القرار رغم الملاحظات عليه. إضافة إلى قناعتنا بضرورة تشكيل القائمة المشتركة وأنها ليست مجرد رغبة الجماهير وانما حاجة سياسية ماسّة، كنا على استعداد لطرح مجموعة بدائل وعروض نحاول من خلالها جسر الهوة ما بين ما تشعر الأحزاب بأنه من حقها وبين مقترح لجنة الوفاق، تحت سقف قرارها".
وكشفت النائبة توما- سليمان عن بعض تفاصيل المفاوضات بقولها "عقدت المفاوضات وها نحن نمد ايدينا ومستعدين للتفكير سوية كيفية التوصل لحل تحت سقف قرار لجنة الوفاق وايجاد آليات تُرضي الأطراف. ومن بين هذه المقترحات كان أن يحصل التجمع على المقعد الثاني في القائمة المشتركة ولكن طالبوا أيضًا بالمقعدالـ12 المُخصّص للجبهة. بالنسبة للعربية للتغير فقد تجاوبت المشتركة مع عدد من مطالبها مثل رئاسة الكتلة البرلمانية على سبيل المثال- ليس من منطلق اعتقادنا بأن القرار خاطئ ولا بأن قرار لجنة الوفاق مجحف بحقهم بل لأننا متمسكون بقرار المشتركة ونرى أهميتها. وكنا على استعداد لخطوات كهذه".
انتُخبنا لمواجهة آفة العنف والجريمة وليس للخوض بأزمة مقاعد
ترى توما- سليمان أنه كان بالإمكان في الأسبوعين الاخيرين أن نركز على خوض المعركة السياسية الأساسية وتركيز الجهود على مواجهة اليمين بدلًا من المحاصصة والتفاوض على قرار لجنة الوفاق التي أعلنته في الأول من تموز المنصرم. فتشير الى انه بدلًا من ذلك "انشغلنا بنقاشات أصبحت متعبة. نحن بحاجة للتركيز على القضايا السياسية، انتخبنا للحديث عن مشاكل مجتمعنا ومواجهة آفة العنف والجريمة وليس أن نخوض بأزمة مقاعد".
وتابعت "اقترح أن تحسم الأحزاب التي تواجه صعوبة بحسم القرار أمرها بأسرع وقت ممكن وألا تصدّر أزمتها الداخلية للخارج"، مؤكدةً أن القائمة المشتركة لا تزال الخيار الأول للجماهير العربية داعية لعملية تفاوضية سريعة بين الأحزاب مباشرة، علّها توصل لاتفاق تحت سقف قرار لجنة الوفاق.
بالنسبة للسيناريوهات المستقبلية المحتملة، أوضحت توما- سليمان أن "هناك حزبين وافقا على قرار لجنة الوفاق وملتزمان به، حينها فنحن بحاجة يجب أن نتدارس الأمر مع الحزب الآخر ونرى امكانيات الاستمرار، وقد يكون عبر قوى تريد الانضمام أو انضمام حزب ثالث من الأحزاب الأربعة. هناك عدة سيناريوهات ولكن السقف الزمني هو المهم بهذه المرحلة ولا بد من الحسم".
أشارت توما-سليمان، في ختام المقابلة على أنه هناك حاجة لفتح حوار فور تشكيل المشتركة مع جمهورنا وداخل الأحزاب لوضع خطة عمل ونظام عمل واضحين للقائمة المشتركة لضبط العمل البرلماني والعمل الشعبي"، كما أن "هناك حاجة أيضا لبحث طرق توطيد العلاقة بين القائمة المشتركة ولجنة الرؤساء والهيئات الوطنية الأخرى"، وتابعت "هناك الكثير من الأمور التي يجب العمل عليها، ان كان برنامج سياسي أو برنامج اجتماعي والتصدي للأحزاب الصهيونية، ولكن طالما نحن منشغلين بالترتيب والتشكيل لن نصل إلى هذه المرحلة"! واختتمت بالتأكيد أن "كل من يعرقل ويعيق تشكيل القائمة يعرقل أيضًا امكانيات تطوير الخطط الأخرى".